الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

تطور التعليم عن بعد

تطور التعليم عن بعد
  بدأ التعليم عن بعد منذ بداية الأربعينيات تقريباً ومر بتطورات كبيرة فتمثل الشكل الأول للتعليم عن بعد في التعليم بالمراسلة حيث استخدمت الخدمة البريدية في نقل المواد المطبوعة أو المكتوبة من المعلم إلى المتعلم ثم استخدم الراديو في التعليم عن بعد ثم تطور الوضع باستخدام الأشرطة السمعية من خلال أجهزة الراديو كاسيت وكان التركيز على الجانب السمعي وبظهور التليفزيون تم استخدام القنوات التليفزيونية التعليمية التي تبث دروساً تعليمية وفي الستينيات ظهرت شبكات التليفزيون المغلقة وتم استخدامها في نقل المحاضرات.
وفي الثمانينيات من القرن الماضي تم استخدام الفيديو كاسيت ثم تطور ذلك إلى استخدام مؤتمرات الفيديو لإرسال المحاضرات دون التقيد بأماكن محددة باستخدام الأقمار الصناعية ووصلات الميكروويف.
وبتقدم الصناعات الكهربائية والالكترونية ازداد دور الصوتيات بشكل عام في التعليم من خلال أجهزة التسجيل ، ثم ظهر التلفزيون ، وتلاه الفيديو.
وبانتشار الحواسيب الشخصية وشبكات الحواسيب ، أصبحت تطبيقات الحواسيب ، خاصة تلك القائمة على التفاعل ، من أهم وسائل التعليم عن بعد ، وأكثرها فعالية.
وتدل دراسة التعليم عن بعد والتغيرات والتطور المتلاحق فيه منذ منتصف القرن التاسع عشر على أن توظيف المادة المطبوعة والراديو والتليفزيون والتليفون والأقمار الصناعية وأجهزة الفيديو والكمبيوتر وغيرها ، كان تدريجياً.إلا أن كل ذلك قد توج بظهور معاهد تعليمية مستقلة للتعليم عن بعد في شتى المراحل التعليمية في بعض الدول المتقدمة ، وقد بلغ عددها في الثمانينيات (بدايتها) ما يقرب 25 جامعة ومركز دراسي لهذا النوع من التعليم.ومن أشهر جامعات هذا النوع من التعليم ، الجامعة المفتوحة البريطانية في ملتون كينز والتي أنشئت عام 1969م وبدأت الدراسة فيها عام 1971م.
وعند الحديث عن جذور التعليم عن بعد لابد من الربط بين صوره المتعددة والتي يمكن القول أنها صور أولية ، وبين أماكن نشأتها وتطورها في بعض دول العالم ففي انجلترا ظهرت أول أشكاله حوالي عام 1840م مثل الكلية الجامعية في لندن ، وفي ألمانيا ظهرت أول أشكاله في مدرسة لتعليم اللغات بالمراسلة في برلين عام 1856م ، وفي الولايات المتحدة الأمريكية ظهرت أول أشكاله في جامعة ولاية الينوي عام 1874م.
وإذا كان تطور بعض أشكال التجديد التربوي بطيئاً نسبياً في القرن التاسع عشر فإن هناك قفزات وسرعة إيقاع في القرن العشرين ، حيث شهدت بدايات القرن اهتماماً بالدراسات الإضافية ، والتعليم بالمراسلة ، والتعليم المفتوح ، وإدخال التكنولوجيا واستغلالها في ميدان التعليم عن بعد.
وفي عام 1915م أسست الرابطة القومية للتعليم الجامعي الممتد في ماديسون في ولاية وسكونسن وهي رابطة تضم في عضويتها جامعات وكليات عامة وخاصة ، وتهتم بالدراسة بالمراسلة.
ومع حلول عام 1920م كان في معظم الجامعات الأمريكية مراكز للتعليم للدارسين بالمراسلة ، وتتويجاً لهذه الجهود أسس في عام 1939م المجلس الدولي للتعليم بالمراسلة في فكتوريا بكندا.
وفي عام 1962م أسس المجلس الأوروبي للتعليم بالمراسلة وكان يضم أربع عشرة دولة ، ويهتم المجلس بالارتقاء بالمستويات الأكاديمية للتعليم بالمراسلة.
ويعد نظام التعلم عن بعد من الأنظمة التعليمية القديمة ، إلا أنه عُرِف من خلال أشكاله المتعددة ، واستخدمت في تسميته مصطلحات عديدة ، ومنها : الدراسة المنزلية ، والدراسة المستقلة ، والدراسات الخارجية ، والدراسة أو التعليم بالمراسلة ، والتعليم الموزع.
وفي العقود الأخيرة من القرن العشرين كانت الأنظمة المذكورة أدناه هي أكثر أنواع التعليم عن بعد شيوعاً :
1-    نظام التعليم بالمراسلة.
2-    نظام التعليم بالانتساب.
3-    التعليم المفتوح.
وهناك من يقسم مراحل تطور التعليم عن بعد إلى أربع مراحل هي :
المرحلة الأولى : وتتمثل في مرحلة المراسلات والتعليم بالمراسلة.
المرحلة الثانية : وتتمثل باستخدام الوسائط المتعددة مثل الأشرطة المسموعة والمرئية والأقراص المدمجة والهاتف.
المرحلة الثالثة : وتتمثل في مرحلة المؤتمرات المرئية والاتصالات البيانية المسموعة وبرامج القنوات الفضائية.
المرحلة الرابعة : وتتمثل في مرحلة التعليم المرن ، حيث الوسائط المتعددة التفاعلية وشبكة الاتصال العالمية ، والأقراص المدمجة التفاعلية ، والفصل الدراسي الافتراضي ، وقواعد البيانات تحت الطلب.
وذلك مايوضحه الجدول التالي :
الجيل الأول
الجيل الثاني
الجيل الثالث
الجيل الرابع
التعليم بالمراسلة عن طريق المطبوعات.
التعليم باستخدام الوسائط التعليمية التالية :
المطبوعات
الوسائل السمعية
الوسائل البصرية
الوسائل السمعية البصرية
برامج الحاسوب.
وامتاز هذا الجيل بالتواصل بين المعلم والمتعلمين سمعياً،وكتابياً،وبث المادة حية عن طريق البث الإذاعي أو البث التلفزيوني.
واستخدم في هذا الجيل الأقراص المدمجة ، والمكتبات الالكترونية ، والوسائط المتعددة ، والانترنت كمصدر للمعلومات أو لنقلها وتبادلها.

المصدر : كتاب (التعليم عن بعد فلسفته وأنماطه ومستقبله) ، الدكتور مصطفى رجب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق